الأحد، 5 مايو 2013


مشكلة ضعف مستوى الطلاب في مادة
القرآن الكريم – الأسباب والعلاج
بحث أعمال السنة لمادة التربية
ومشكلات المجتمع في المستوى الرابع


إعداد الطالب
خالد محمد أيوب


إشراف الأستاذ
الدكتور / عيد الجهني


1434هـ

مقدمة الدراسة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ليكون للعالمين نذيراً . وبعد
فإن مشكلة ضعف الطلاب في مادة القرآن الكريم حفظاً وتلاوة في مدارسنا بل وفي جامعاتنا أمر أصبح شائعاً وظاهراً وقد كثرت الشكوى من هذه المشكلة في الآونة الأخيرة و لاحظت ذلك من خلال تدريسي مادة القرآن الكريم في مراحله المختلفة خلال خمسة عشر عاماً في منطقة المدينة المنورة ومن خلال اطلاعي على سجلات متابعة الطلاب لمادة القرآن الكريم في  أربعة عشر مدرسة درّست فيها تخوّفت من ضعف مستوى التلاميذ في هذه المادة المهمة جداً في مجتمعنا الإسلامي بل في بلاد الحرمين مهبط الوحي ومنبع الرسالة فأحببت أن أكتب في هذا الموضوع من خلال هذا البحث المتواضع والدراسة المختصرة.







مشكلة الدراسة وأسئلتها
يعاني كثير من الطلاب في مراحل التعليم العام بل والجامعي من عدم القدرة على تلاوة القرآن الكريم بشكل سليم حيث أصبحت ظاهرة عامة في كثير من المدارس ولذلك جاءت هذه الدراسة للوقوف على  أسباب ضعف مستوى الطلاب في مادة القرآن الكريم وإيجاد علاج لهذه المشكلة فكانت أسئلة البحث كالتالي :
-  ما أسباب ضعف مستوى الطلاب في مادة القرآن الكريم مماله له علاقة بالطالب نفسه ؟
-     ما أسباب الضعف المتعلقة بالمعلم ؟
-     ما أسباب ضعف الطلاب من حيث المقرر الدراسي ؟
-     ما أسباب ضعف مستوى التلاميذ التي تتعلق باللغة ؟
-     ما العلاج المقترح لهذا الضعف ؟
وللإجابة على هذه الأسئلة كان هذا البحث المتواضع والدراسة التي بين أيديكم عسى الله أن ينفع بها.







أهداف الدراسة
إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو الكشف عن مجمل الأسباب التي تؤدي بالطالب إلى عدم إتقان تلاوة القرآن الكريم وحفظه وترتيله وتجويده وحسن أدائه كما تهدف الدراسة من بيان تلك الأسباب إلى تقديم المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تساعد على  إزالة هذه الظاهرة أو التخفيف من حدتها على الأقل والله المستعان .

أهمية الدراسة
القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على سيد البشر صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته فهو ذو بناء فريد وتركيب معجز وتلاوته عمل تعبدي تهذب النفس وتمنحها القدرة على مجابهة الحياة الدنيوية وتعدها لحياة الآخرة وعلينا عند تلاوته أن نتأدب بأدب القرآن من خضوع وخشوع وصفاء حتى ينفذ ذلك إلى القلوب ونكون نموذجاً يحتذى، إن تعليم الأبناء القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً منذ نعومة أظفارهم من الأمور الرئيسة في حياة الطفل حيث يتغذى على مائدة القرآن الكريم فيكتسب من المهارات والصفات والقدرات الكثير.

مصطلحات الدراسة
ضعف مستوى الطلاب : المقصود به عدم قدرة الطالب على أداء قراءة القرآن الكريم أداء سليماً مع مراعاة الضبط بالشكل وإخراج الحروف من مخارجها وتطبيق أحكام التجويد.
الدراسات السابقة
لقد تتبع الباحث فهارس البحوث العلمية والدراسات المحكمة في هذا الموضوع فوجد مقالات متعددة في الشبكة العنكبوتية وأطروحات متنوعة في المنتديات التربوية والعلمية ولم يجد دراسة علمية إلا دراستين فقط وهما:
1- دراسة علي بن طارد الدوسري وهي رسالة ماجستير في جامعة الملك سعود لعام 1428هـ بعنوان أسباب ضعف الطلاب في إتقان أحكام تجويد القرآن ومقترحات علاجه وتهدف الدراسة إلى التعرف على أهم أسباب ضعف طلاب المرحلة الثانوية في إتقان أحكام التجويد ومقترحات علاج هذا الضعف.
وقد توصل الباحث إلى نتائج متعلقة بالطالب وأخرى متعلقة بالمعلم وأسباب تتعلق بالمقرر الدراسي وأخيراً أسباب متعلقة باللغة ثم ذكر مقترحات علاجية لكل قسم من هذه الأقسام.
2- دراسة محي الدين عبدالله حسن وهو بحث محكمَّ في مجلة جامعة القرآن الكريم بمصر بعنوان ظاهرة الرسوب في مادة القرآن الكريم وعلاجها في التعليم الجامعي دراسة ميدانية على طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية.


التعليق على الدراسات السابقة
-  الدراسة الأولى أوجه الاتفاق بين الدراسة الحالية وبينها أنهما في أسباب ضعف الطلاب في  إتقان أداء القرآن والدراستان في المجتمع السعودي في جميع المراحل الدراسية وأوجه الاختلاف أن دراسة الباحث في ضعف مستوى الطلاب في تلاوة القرآن وحفظه وحسن أدائه بينما الدراسة السابقة في أحكام التجويد وإتقان قواعده ودراستنا في جميع مراحل الدراسة بينما الدراسة السابقة تقتصر على المرحلة الثانوية فقط والله أعلم.
-  أما الدراسة الثانية فنتفق معها في دراسة ظاهرة تتعلق بمادة القرآن الكريم بمعرفة أسبابه وعلاجه وتختلف أن دراستنا في ضعف مستوى الطلاب عموماً أما الدراسة السابقة في ظاهرة الرسوب في هذه المادة ودراستنا في منطقة المدينة المنورة وتلك الدراسة في المجتمع المصري الجامعي فهناك اختلاف واضح.
حدود الدراسة
الموضوع يتعلق بمادة القرآن الكريم فقط حفظاً وتلاوة وبمنطقة المدينة المنورة فقط بمحافظاتها وقراها وهجرها وخلال الفترة من عام 1419هـ إلى 1434هـ منذ مباشرتي في وزارة التربية والتعليم إلى الان.

منهج الدراسة :
استخدم الباحث المنهج الوصفي الذي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً وذلك من خلال سجلات متابعة الطلاب في مادة القرآن الكريم أثناء تدريس هذه المادة مدة طويلة في المنطقة.

خطة البحث
احتوى هذه البحث على مقدمة وثلاثة فصول :

المقدمة.
الفصل الأول : الإطار النظري.
-     مشكلة الدراسة.
-     أسئلة الدراسة.
-     أهداف الدراسة.
-     أهمية الدراسة.
-     مصطلحات الدراسة.
-     الدراسات السابقة.
-     حدود الدراسة.
-      منهج الدراسة.


الفصل الثاني : أسباب ضعف مستوى الطلاب في مادة القرآن الكريم.
-     أسباب تتعلق بالطالب.
-     أسباب تتعلق بالمعلم.
-      أسباب تتعلق بالمقرر الدراسي.
-      أسباب تتعلق باللغة.
-      أسباب تتعلق بالبيئة المحيطة.
-      أسباب تتعلق بأولياء الأمور.

الفصل الثالث :
علاج هذه المشكلة من جميع الجوانب وهي مقترحات :
-      مقترحات تتعلق بالطالب.
-      مقترحات تتعلق بالمعلم.
-      مقترحات تتعلق بالمقرر الدراسي.
-      مقترحات تتعلق بالغلة.
-      مقترحات تتعلق بالبيئة المحيطة وأولياء الأمور.
الخاتمة :
وتشمل النتائج والتوصيات والمقترحات.
الفهارس :
- فهرس المصادر والمراجع
- فهرس المحتويات


الفصل الثاني
 أسباب ضعف مستوى الطلاب في مادة القرآن الكريم: يميل كثير من الطلاب إلى الكسل وعدم الجدية وقد تقهقر دور الأسرة في العناية بتربية وتعليم أبنائها ووجدت العوائق الكثيرة في عالم اليوم دون تفوق الطالب في مادة القرآن الكريم.
1-      أسباب تتعلق بالطالب :
أ‌)  تدهور الصحة النفسية لدى شريحة من الطلاب بسبب متابعة الفضائيات والوله وراء الأفلام المرعبة والإنترنت المجال الذي فتح على مصراعيه ليجد الطالب فيه كل ما يلهيه ويشغله عن التحصيل الدراسي.
ب‌)  إعراض نسبة كبيرة جداً من الطلاب عن المشاركة في حلق القرآن الكريم في المساجد حيث أصبح الوقت فيها مملاً فلا توجد مكافآت للمتفوقين ولا تكريم للمتميزين .
ج) ميل كثير من التلاميذ إلى الكسل والخمول وكثرة النوم وعدم ممارسة الرياضة التي تنشط الجسم والفكر حيث الاكتفاء بالبقاء في الغرفة الخاصة به مما يجعله غير متحمس للقراءة والدراسة والحفظ والتحصيل .
د) قلة اهتمام الطالب بتجويد القرآن الكريم والحرص على تعلمه ودراسته والعناية به فأصبحت أحكام التجويد التي تعلمها في مادة التجويد واختبر فيها ونجح حبراعلى ورق لم يطبقها ولا يؤديها أثناء تلاوته.
هـ) تساهل في التعاون بين البيت والمدرسة في متابعة الطالب  لمادة القرآن الكريم بسبب عدم إدراك أهمية المادة وعظمة مكانتها.
و) الجهل الشديد بالأجر العظيم لمن يقرأ القرآن وهو متقن له فقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم من يقرأ القرآن وهو ما هر به في الفردوس الأعلى ومن يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه فله أجران فالأصل أن نشجع أبناءنا على الحرص على التلاوة الجيدة.
2- أسباب تتعلق بالمعلم :
أ)  بعض معلمي التربية الإسلامية لا يعطون مادة التلاوة حقها نظراً لكثرة الدروس في مادة التربية الإسلامية، فالمعلم يبذل جهده لإنهاء المادة وينسى التلاوة والتجويد وللآسف الشديد بعضهم يجعل مادة القرآن في الحصص الأخيرة فيجعلها حصة راحة واسترخاء وربما استأذن منها.
ب) معلمو التربية الإسلامية لديهم ضعف في تلاوة القرآن الكريم وتجويده وحسن أدائه فهم لا يطورون أنفسهم من حيث الأحكام المتعلقة بالتجويد والترتيل والأداء الجيد فضلاً عن مخارج الحروف.
وقد تبين ذلك لدي من خلال زمالتي لإخواني المعلمين في منطقة المدينة المنورة والدورات التدريبية.
ج) طرق التدريس تفتقد التوازن بين الجانب النظري والجانب العملي أثناء تلاوة القرآن الكريم فالمعلم يلقي الأحكام ويشرحها في السبورة ويقرأها من الكتاب ولكن لا يطبقها في الواقع على تلاوة الطالب فيصوب له ويصحح له ويلقنه النطق الصحيح.
د) قلة استخدام المعلم للوسائل التعليمية الحديثة المناسبة في تدريس القرآن الكريم كالمصحف المعلم والمجود والمرئي والمسموع وبعض الأجهزة والبرامج الجديدة التي تعين على الحفظ والإتقان بالتكرار والترتيل والترديد.
هـ) عدم متابعة المعلم للطالب الضعيف وإيجاد الحلول لرفع مستواه وبذل الجهد والوقت لأجله.
والمناقشة مع ولي الأمر والتعاون مع البيت واقتراح الحلول المناسبة والطرق المجدية.
و) روتين الحصة لدى المعلم حيث يفتح الطالب المصحف ويقرأ المعلم ويتبع الطالب ثم يقرأ الطلاب واحداً تلو الآخر ويصحح المعلم مما يسبب النعاس والكسل لدى الجميع.
3- أسباب تتعلق بالمقرر الدراسي:
أ) قلة البرامج التنشيطية والمناقشات بين الطلاب في حفظ القرآن الكريم والاكتفاء بالمنهج الدراسي حيث إن هناك منهج من سورة كذا إلى سورة كذا مطلوب من الطالب حفظة أو تلاوته أو قراءته من غير اهتمام بمعاني الكلمات وعبر القصص وفوائد الأحكام والتنبه لأحكام التجويد وذكر مناسبات السور.
ب) التساهل في انجاح الطالب في مقرر القرآن الكريم لرفع المعدل في الشهادة فينجح الطالب في المادة وهو لا يستحق النجاح ويتخرج الطالب ويصبح معلماً وربما مدّرس مادة القرآن الكريم وهو لم يتقن المادة ويحمل شهادة تؤهله لتدريس القرآن فأي جيل يخرج من تحت يده وهل أدى الأمانة؟.
ج) حجم مقرر القرآن الكريم كبير بالنسبة للزمن الممنوح له مع المقررات الأخرى فإما أن يكون هذا الزمن قليلاً من  أصله أو أن يضيع جزء منه بسبب التأخر .
د) هناك خلل في تقويم مقرر القرآن الكريم إما من حيث التشدد أو التساهل في التصحيح وتوزيع الدرجات والتدقيق في تفاصيل أحكام التجويد.
هـ) يواجه المقرر إهمالاً من الطلاب وعدم مبالاة وتهربا من دراسة القرآن الكريم إضافة إلى ضعف الرغبة في التعلم والحفظ والمراجعة .
و) عدم تطبيق ما يدعو إليه القرآن من قول وعمل والاكتفاء بالحفظ والتلاوة والتجويد فقط.
ز) تقوم وزارة التربية والتعليم بطرح مادة التربية الإسلامية ومما يلاحظ عليها عدم التناسق بين كمية الدروس والحصص المقررة لها حيث أن الحصص المقررة لها ثلاث حصص في الأسبوع ومادة التربية الإسلامية كبيرة فيضطر المعلم إلى شرح الدروس وتخصيص حصة واحدة للتلاوة فقط .
4- أسباب تتعلق باللغة :
أ) ضعف معرفة الطالب لأساسيات اللغة العربية حيث يقع في الخطأ في الضبط بالشكل فلا ينتبه للحن الجلي فضلاً عن الخفي في النطق.
ب) ضعف معرفة الطالب لمعاني المفردات اللغوية في الآيات القرآنية مما يجعله ينطق بالكلمة خطأ لأنه لا يفهم معناها ولو علم لما نطقها بالشكل الخاطئ لأنه يعرف أنه يتغير المعنى.
ج) عدم تمكن المعلم من اللغة العربية وقواعد النحو والإعراب بحيث ينبه الطالب إذا أخطأ في ضبط كلمة بالشكل  فيعربها له فلا ينسى.
د) تأثر ألسنة الطلاب بلهجاتهم المحلية وعدم تحدثهم باللغة العربية في الصف يضعف عندهم مهارات اللغة العربية وعدم الخطأ فيه.
5- أسباب تتعلق بالبيئة المحيطة وأولياء الأمور :
أ) البيئة المحيطة بالطالب ليس هناك ما يشجع الطلاب على تعلم القرآن حيث يقول بعضهم عليها درجات قليلة مما يجعلهم لا يدرسون ولا يحرصون.
ب) عدم وجود حوافز لمن يتقن التلاوة فالإنسان بطبعة يحب التعزيز والثواب فلا بد منه للطالب والمعلم .
ج) عدم اهتمام الوزارة بتأهيل المعلم ( بالدورات وورش العمل) كما في باقي التخصصات وهنا لا بد أن يكون ذلك إلزامياً.
د) عدم وجود مادة التلاوة في المرحلة الثانوية فأين أبناؤها من تلاوة القرآن الكريم وترتيله.
هـ) دور البيت والتنشئة الأسرية وعدم اهتمام الأهل بهذه المادة فهي مادة سهلة لاتحتاج إلى إتقان .
و) سوء البيئة الدراسية المادية المتمثلة في كثرة الضوضاء وتداخل الأصوات في ظل كثرة عدد الطلاب وسوء طريقة جلوسهم في الفصول .
ز) سوء البيئة الدراسية المعنوية المتمثل في قلة سيطرة جو المحبة والألفة بين المعلم وطلابه له أثر سالب على تعليم القرآن وتعليمه.
ح) تقهقر دور الأسرة في العناية بتربية وتعليم أبنائها فجل اهتمامهم النواحي المادية والترفيهية للابن.
ط) اهتمام الوالدين والمجتمع ووسائل الإعلام بالمواد العلمية أكثر من غيرها وهي العلوم الدنيوية البحتة.
ي) عدم وجود حوافز تشجع الطلبة على المشاركة في المسابقات الدينية التي تحمس الطلاب على الحفظ والإتقان والجودة.
ك) نظرة المجتمع إلى أن تعلم القرآن ينحصر في فئة معينة من الطلاب وهم أبناء الأسر الضعيفة والفقيرة.


الفصل الثالث
علاج مقترح لمشكلة ضعف مستوى الطلاب في مادة القرآن الكريم بعد معرفة أسبابه المتنوعة :
أ ) مقترحات تتعلق بالطالب :
1- غرس أهمية تعليم القرآن الكريم وتعلمه في  عقل الطالب وأنه أصل مناهج التعليم في العالم الإسلامي لأنه كلام الله تعالى المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم فهو دستور الأمة الإسلامية وهو أساس دين الإسلام.
2- الانشغال بالقرآن الكريم قراءة وتجويداً وتفسيراً كلما وجد الطالب فراغاً في وقته بل لا بد من جعل وقت لحزب يومي ثابت ملزم لا يتخلف عنه إلا لعذر ضروري ويختار الوقت المناسب له عندما يكون نشيطاً ذهنياً.
3- معرفة الآيات والأحاديث التي تحث على قراءة القرآن الكريم كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} سورة يونس آية 57 ,
وقوله عليه الصلاة والسلام : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه أحمد 2/5.
4- حث الطالب على اتباع المنهج النبوي ومنهج السلف الصالح لأنه مسلم ينتمي لهذا الدين حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق قواعد التجويد ويراعي معايير التلاوة وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم فقد وصل إلينا متواتراً مرتلاً مضبوطاً بالشكل بالسند المتصل.
5- عدم اكتفاء الطالب بحصة القرآن الوحيدة في المدرسة بل يجعل لنفسه برنامجاً لتعلم القرآن وتلاوته وتصحيحه من خلال حلقة تحفيظ في المسجد أو معلم خاص في المنزل أو الاستعانة ببرامج الكمبيوتر كالمصحف المعلم لقارئ متقن.
6- اتخاذ صديق صالح وصاحب مجتهد يتدارسان القرآن سوياً ويسمّع بعضهم لبعض ويصوّب أحدهم للآخر ويشجع بعضهم بعضاً ويتصاحبان في الذهاب إلى المسجد أو الحلقة أو الشيخ فينشط أحدهما الآخر فيكون ذلك من باب التعاون على البر والتقوى.

ب ) مقترحات تتعلق بالمعلم :
1- معالجة ضعف القراءة لدى طلبة الابتدائية لأنها المرحلة الأساسية فتحتاج إلى مزيد عناية من المعلم لتلاميذه حيث يدرس القاعدة النورانية أو البغدادية من قبل متخصص فيتعلم ضبط الكلمات بالشكل وتهجيّ الآيات وصحة القراءة.
2- التدرج في تحفيظ الطالب الأسهل فالأصعب حيث يبدأ بسورة الفاتحة ثم الجزء الثلاثين مبتدئاً بسورة الناس إذ يسهل عليه البدء في حفظ القرآن الكريم من هذا الموضع لقصر الآيات وقلة عددها وترددها على سمعه كثيراً في الصلوات.
3- يُعلمّ الطالب تطبيق أحكام التجويد عملياً بشكل تدريجي ابتداء بالمهم والأسهل الذي يقدر عليه، كما يُعّود سماع مصطلحات التجويد مثل المد والغنة والقلقلة والتفخيم وبنهاية الجزء 30 بإذن الله يستطيع الطالب أن يعتمد على نفسه في تكرار الآيات.
4- يُحّفظ الطالب بعض الأحاديث في فضل القرآن  وحملته وحفظه وفي فضل المعلم وآداب الطالب مع المعلم والمصحف الشريف والمسجد فيتعود على تقديس القرآن الكريم واحترام معلمه ومصحفه والمكان الذي يجلس فيه للدراسة والتحصيل والتعلم والتلقي.
5- استغلال حصص الانتظار لغياب المعلم في مادة معينة في التلاوة والتصحيح وتطبيق التجويد وحفظ الآيات وتفسيرها والاقتراح على المدير إضافة حصة قبل الطابور لتدارس القرآن ويجعل لها حوافز وجوائز وحلقة أثناء الفسحة أيضاً.
6- يجب على المعلم أن يطوّر نفسه ولا يعتمد على خلفيته السابقة بل لا بد أن يكون قدوة لطلابه في حسن التلاوة وتطبيق أحكام التجويد وجمال الصوت وبراعة الأداء وذلك عن طريق أخذ الدورات في الإقراء وتصحيح التلاوة وتعلم المقامات.
7- جعل حوافز للطلاب المجتهدين وجوائز للتلامذة المتفوقين وتشجيع الطلبة للمشاركة في المسابقات داخل المدرسة وخارجها وجدّية المعلم في إعطاء المادة حقها وبذل قصارى الجهد والوسع واستعمال الوسائل التعليمية الحديثة لإذهاب الملل لديهم.


ج) مقترحات تتعلق بالمقرر الدراسي :
1- جعل مادة القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً مادة أساسية في مراحل التعليم الأولية والمتوسطة والثانوية بل حتى والجامعية والعليا في العالم الإسلامي والدولة السعودية بصفة خاصة لأنها بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومأرز الإيمان.
2- عدم التساهل في إنجاح الطلاب في هذه المادة لمن يستحق ومن لا يستحق وإرجاع مكانة القرآن الكريم وعظمته وأن الطالب المسلم لا بد أن يكون متقناً لقراءته وتلاوته ويتميز المتفوقون بحفظه وتجويده وتعليمه وأخذ السند فيه.
3- وضع مادة القرآن في الحصة الأولى بدلاً من الأخيرة حتى تحل البركة في اليوم كاملاً ويدوي صوت القرآن في الفصول الدراسية ويكون الطالب في قمة نشاطه صباحاً فيبذل جهده في حسن التلاوة وجمال الصوت وتطبيق التجويد.
4- تقديم مادة التجويد التطبيقي كمادة مستقلة إضافة إلى مادة التجويد النظرية يتعلم فيها القواعد ويحفظها ويمثل لها ثم يطبق في الحصة التالية ما تعلمه ويتلقنه من المعلم بنفسه وجعل الكتاب بشكل مشوّق بألوان وخطوط مختلفة.




د) مقترحات تتعلق باللغة :
1- تعويد لسان الطالب على المهارات الخاصة بكل حكم من أحكام التجويد والنطق الصحيح للكلمة مجوّدة.
2- تعزيز معرفة الطالب لأساسيات اللغة العربية والتعود على القراءة الصحيحة لكلمات القرآن المختلفة.
3- تقوية الطالب قدرته على التمييز بين الحروف المتشابهة في مخارجها المختلفة في نطقها كالضاد والظاء والتاء والطاء.
4- تعلم معاني المفردات اللغوية في الآيات القرآنية ومعرفة معناها في اللغة العربية وأصلها ومعناها وإعرابها.
5- أخذ فكرة على علم القراءات والوجوه الثابتة الصحيحة المتواترة في قراءة الآيات وما الفرق بينها في المعنى.
هـ) مقترحات تتعلق بالبيئة المحيطة وأولياء الأمور :
1-             تعلم الطلاب القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وتدبراً والسعي إلى تحفيظهم له حتى يتمكنوا من استظهاره.
2-             غرس محبة القرآن الكريم في نفوس الطلاب وتعريفهم بعظمته وتربيتهم على تعاليم وآدابه.
3-             حفظ أوقات الطلاب والعمل على صرفهم إلى ما يعود عليهم بالنفع في الدين والدنيا.
4-             تزويد الطلاب بجملة من الأحكام الإسلامية والآداب وبعض جوانب الثقافة وشيء من قصص الأنبياء.
5-             عمارة المسجد بتلاوة القرآن الكريم وإحياء رسالة المسجد وإعادة بعض من مكانته المفقودة.
6-             تخريج دفعات من الطلاب مؤهلة لتدريس القرآن في مستقبل حياتهم وتولي إمامة المصلين في المساجد.
7-             تقويم ألسنة الطلاب وتعليمهم إجادة النطق السليم لحروف اللغة العربية ومخارجها وإثراء ذاكرتهم.
8-             إعطاء زمن كافٍ للطالب للحفظ والمذاكرة قبل الامتحان وتهيئة الجو المناسب له من قبل أهل بيته.
9-             تقسيم المقرر إلى  أجزاء وأحزاب وسور وآيات ولا تجعل الحفظ في وقت واحد للكمية الكبيرة من المقرر.
10-        جعل درجة النجاح  خمسين من المائة بحيث يشعر الطالب بالراحة والأمان والإحساس بالاستقرار .
11-        استمرار تلاوة القرآن الكريم في جميع مراحل الدراسة من الروضة وحتى الدراسات العليا من 4 – 40 سنة.
12-   عدم مزاحمة  المواد مع مادة القرآن الكريم في المرحلة ما قبل سبع سنوات والاقتصار على التلقين والحفظ فقط.
13-        المراجعة المستمرة حتى في الإجازات للمقررات السابقة وربط الآيات بعضها ببعض ومحاولة الفهم العام.
14-        عدم الإكثار على الطالب الضعيف وتشجيع المتفوق على الاستمرار والمضي قدماً.












الخاتمة
وبعد فإن القرآن الكريم كتاب هداية وأساس الحق به أعز الله هذه الأمة وأقام صرح مجدها حتى كانت كلمتها العليا وقد خرج الباحث من هذه الدراسة بعدة نتائج أهمها :

( أ )  من أسباب ضعف الطلاب في مادة القرآن الكريم :
1- وجود مقررات دراسية تزاحم مادة القرآن الكريم فلا بد أن تكون هذه المادة في المراحل الأولى بمفردها.
2- عدم استخدام الوسائل التعليمية الحديثة المشوقة والمساعدة للطالب في الحفظ والمراجعة والاستذكار.
3- عدم الاهتمام بالمادة بجعلها حصة واحدة في الأسبوع وعدم كفاءة المعلم الذي يدرسها وعدم وجود الحوافز والجوائز.

(ب) العلاجات المقترحة لتقوية مستوى الطلاب في القرآن الكريم:
1- جعل مادة القرآن الكريم من المواد الأساسية في مراحل التعليم الأولى والوسطى والعليا وزيادة الاعتناء بها.
2- التشدد والانضباط والعدل في اختبارات المادة وعدم التساهل في نجاح جميع الطلاب المستحقين وغيرهم.
3- تكثيف حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جميع مساجد الأحياء وجعل أنشطة لا صفية في المدرسة في التحفيظ والتلاوة.



وكانت هناك توصيات للباحث هي :
أ- جعل مادة القرآن الكريم هي الحصة الأولى كل يوم في المرحلة الابتدائية.
ب- زيادة حصص القرآن الكريم في المرحلة المتوسطة إلى ثلاث حصص.
جـ- وضع حصة للقرآن الكريم إلزامية في المرحلة الثانوية.


أما المقترحات فكانت كالتالي :
1- لا يدرس مادة القرآن الكريم في المدارس إلا معلم متقن لتلاوة القرآن من خلال اختبار أو شهادة أو  إجازة.
2- الوزارة لا بدأن تتبنى تحسين مستوى الطلاب في تلاوة القرآن من خلال المسابقات دال المدارس وتكريم المتفوقين.
3- إعفاء جميع المعلمين الذين لا يتقنون قراءة القرآن وتجويده واستبدالهم بقراء مهرة ولو من خارج معلمي الوزارة.








المصادر والمراجع
1- القرآن الكريم.
2- مسند الإمام أحمد بن حنبل. جمعية المكنز الإسلامي – مصر.
3- أسباب ضعف الطلاب في إتقان أحكام التجويد – ماجستير علي الدوسري – 1428هـ - جامعة الملك سعود – بحث غير منشور .
4- ظاهرة الرسوب في مادة القرآن الكريم وعلاجها في التعليم الجامعي الدكتور محي الدين حسن – مجلة جامعة القرآن الكريم – 1432هـ .
5- أساسيات البحث التربوي – عبدالرحمن عدس – عمان دار الفرقان، 1992م، المملكة الأردنية الهاشمية.
6- تقويم طرق تعليم القرآن الكريم في مراحل التعليم العام والجامعي بحث قدم في ندوة العناية بالقرآن 1421هـ - موقع المفكرة الدعوية .
7- طرق وأساليب تدريس القرآن الكريم، أسس نظرية ونماذج تطبيقية، مكتبة الرشيد، الرياض، 2006م. عثمان محمد العالم.










فهرس المحتويات
مسلسل      الموضوعات      الصفحة
1-   المقدمة.    
2-   الفصل الأول : الإطار النظري.     
3-   مشكلة الدراسة.  
4-   أسئلة الدراسة.   
5-   أهداف الدراسة.  
6-   أهمية الدراسة.   
7-   مصطلحات الدراسة.   
8-   الدراسات السابقة.
9-   حدود الدراسة.   
10- منهج الدراسة.   
11- خطبة البحث.    
12- الفصل الثاني: أسباب ضعف الطلاب في مادةالقرآن الكريم.  
13- أسباب تتعلق بالطالب.  
14- أسباب تتعلق بالمعلم.   
15- أسباب تتعلق بالمقرر الدراسي.
16- أسباب تتعلق باللغة.    
17- أسباب تتعلق بالبينة المحيطة. 
18- أسباب تتعلق بأولياء الأمور.  
19- الفصل الثالث :مقترحات في علاج ضعف الطلاب
20- مقترحات تتعلق بالطالب.     
21- مقترحات تتعلق بالمعلم.
22- مقترحات تتعلق بالمقرر الدراسي.   
23- مقترحات تتعلق باللغة. 
24- مقترحات تتعلق بالبيئة المحيطة وأولياء الأمور.  
25- الخاتمة.   
26- النتائج.    
27- التوصيات. 
28- المقترحات.
29- الفهارس.  
30- فهرس المصادر المراجع.